١ تشرين الثاني ٢٠٢٥

بقلم: السفير مسعود معلوف
يعرف الجميع أنّ اللبنانيين المنتشرين في العالم يفوق عددهم ثلاثة أضعاف عدد المقيمين في الوطن الأم، ومع أنّ قسماً غير قليل منهم اندمجوا اندماجاً تامّاً في البلاد التي استقبلتهم، إلا أنّ الملايين منهم ما زالوا متعلقين وفخورين بأصولهم اللبنانيّة، يزورون لبنان كلما سنحت الظروف، ولا يتأخرون في دعم أنسبائهم ماديّاً، كما أنهم في أحيانٍ كثيرة يستثمرون في مشاريع إنمائية في قراهم وبلداتهم، وهم بالتالي يساهمون بصورة ملموسة في تعزيز الاقتصاد اللبناني وإنمائه، بالإضافة إلى ما يشكلونه من وسائل ضغط لتقديم الدعم السياسي للبنان من قبل حكومات دول الإقامة.
لا يسعني هنا إلا أن أتقدم من “إندبندنت ليبانيز دياسبورا” بالتهنئة على انطلاقتها، وعلى إطلاق منصتها الإعلاميّة DI، والتي أسستها شخصيات إغترابيّة فكريّة وناشطة، والتي تسعى لتكون رأياً حُرّاً يدعم سيادة وحرية واستقلال لبنان.
من حسن الصدف أنّ انطلاقة هذه المنصة الإعلاميّة، مع بداية تشرين الثاني، تتزامن مع عيد الاستقلال، وبداية “الشهر الثقافي اللبناني” الذي أقره البرلمان الكندي في حزيران من عام ٣٢٠٢، وبوصفي سفيراً سابقاً للبنان في كندا يغمرني هذا الحب للبنانيين فيها وللشعب الكندي، فتأتي هذه المنصة كباكورة انطلاقة ثقافية وفكرية وإعلامية، نرجو لها النجاح.
إنّ اهتماماً كبيراً يظهره اللبنانيون المنتشرون في مختلف بقاع العالم بالانتخابات النيابيّة القادمة، وهم يدفعون بحملاتهم المستمرّة من أجل تعديل قانون الانتخاب بحيث يتمكنون من الاقتراع للـ ٨٢١ مرشحاً أسوةً بالمقيمين، وهم لن يتأخروا عن القيام بما يجب من ضغوط من أجل ذلك، بالإضافة إلى الاستمرار في حشد الطاقات الدوليّة لدعم الوطن الأم.
أطيب التمنيات لهذه المنصة بالنجاح بتقديم فكرٍ حر يعبر عن تطلعات اللبنانيين المجردة لدعم لبنان، والتحيّة لكل الكتاب الذين سيشاركون في هذه المنصة، ومن كل القارات، وبلغات المنتشرين المختلفة، عسى يكون الاغتراب ممهداً، كما مفكروه منذ بداية القرن العشرين، للاستقلال الثاني العتيد.
عاش الاغتراب اللبناني، وعاش لبنان سيداً، حراً، ومستقلّاً.

بقلم: السفير مسعود معلوف