

الدكتور زياد الصَّائغ
المدير التّنفيذي لملتقى التأثير المدني في لبنان
١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
ليس إطلاقُ “Independent Diaspora” حدثاً إعلامياً عابراً، بل علامةً فارقة في مسار استعادة المعنى، في زمنٍ ضاع فيه المعنى بين صخبٍ وبروباغندا. هذه المبادرة تُعيد وصلَ لبنان المنتشر بلبنان المقيم، وتمنح المغتربَ اللبناني مساحةً حرّةً ليقول كلمته، ويُمارس انتماءه بلا وصايةٍ ولا تمويلٍ مشبوه، ولا استتباعٍ يفرغ الرسالة من جوهرها. ما لفتني في “Independent Diaspora” هو روحُها لا شكلُها، صدقُها لا صَخبُها، ومَن وراءها قبل ما تُقدّمه، فالفكرة حين يحملها أهلُ صدقٍ والتزامٍ، تتحوّل إلى فعلِ إيمانٍ بلبنان الممكن. وطن السيادة والإصلاح والمواطنة الجامعة. في زمنٍ صارت فيه الكلمة أسيرَة الانقسامات والتبعيّات، تحمل هذه المنصّة نكهة الحُريَّة، وتُعيد إلى الاغتراب دوره الطليعيّ في الدّفاع عن القضيّة اللبنانيّة، لا شعاراً، بل ممارسةً ومسؤوليّةً. فما أكثر ما يحتاجه لبنان اليوم من مُقارباتٍ تُخاطب العقول، وتَزرع الوعي، وتَستعيد رسالة لبنان كجسرٍ بين الوطن والعالم.
أملي كبير، و”ملتقى التأثير المدني”، بأن تُصبح “Independent Diaspora” مختبراً دائماً للفكر اللبناني الحرّ، ومرآةً لوجع المغترب وحلمه، وقلبًا نابضًا لهويّةٍ لبنانيّةٍ منفتحة، تُعيد التوازن بين الجذور والأفق. من الاغتراب إلى الوطن، ومن الوطن إلى العالم، تمتدّ رواية لبنان الرسالة، رسالةُ حريّةٍ، وديموقراطيَّة، وتعدديّةٍ، وكرامةٍ إنسانيّة. كلّ التحيّة والتقدير للقائمين على هذه المبادرة الرائدة، ولتبقَ الكلمة الحرّةُ رافعةَ القضيّة اللبنانيّة، ومرآةَ وطنٍ لا يموت.