١ تشرين الثاني ٢٠٢٥

رئيس التحرير: الياس كسّاب
اديب و شاعر و باحث في الشؤون الاغترابية واللبنانية و العربية
“إندبنتدنت دياسبورا”(DI)، هي مساحة حريّة تجوب الأرض، حيث المنتشرون اللبنانيّون، تتبنى قضاياهم، تبحث عن نتاجهم ليخلُد تراثهم، تستقصي مواقفهم، ويعبّر كتّابها عن أفكارهم دون ارتهان، لا لمال، ولا لسلطة، أللهمَّ إلّا الالتزام بالقضيّة اللبناتيّة المعلّقة على صليب المصالح الدوليّة، وعفن الدولة العميقة المتحالفة مع النفوذ الخارجي.
لن نسكت عن ضيم، ولا عن فساد، ولا عن سلطة، أية سلطة متخاذلة، ولن نركن حتى تخرج الاحتلالات، كل الاحتلالات من لبنان، فلا تصنيف لدينا، وليس هناك من احتلالٍ “صديق” واحتلالٍ “عدو”، كل من يربض على صدور اللبنانيّين سيخرج، عاجلاً، أم آجلاً، لأنّ الحريّة، التي هي عبق اللبنانيين، ستبقى نقيض الفكر الأحاديّ، مهما تنوّع الديكتاتور، وتلبّس لباسَ القوميّة، أو الوطنيّة، أو المقاومتيّة.. فالديكتاتور واحد، أسقطه اللبنانيّون سابقاً، وسيسقطونه مُجدّداً على صخرة وعيهم وصمودهم.
وعدُنا من على هذه المنصّة أن ننتفض كمغتربين صوناً لكرامتنا، لحقوقنا، وأن نثور بوجه من امتدّت يده إلى مالنا، وفرّط بالدولة كُرمى للمحظيين، وأسّس لمنظومة الخراب والدمار، واستباح الحدود، ولطّخ جبين لبنان بالجريمة المنظّمة، واستجلب الحروب، لا دفاعاً عن لبنان، بل خدمةً لـ”أولياء” شوّهوا صورة طائفة زوراً، وجعلوا دولتنا في مصاف الدول المارقة.
يريدوننا “جيب” لبنان، ويطيحون بحقوقنا، ويتهموننا بالطائفيّة وبنعوت مقيتة، كأنّ الاغتراب حكرٌ على طائفة دون سواها، فهي اتهامات يلفظها المنتشرون: إنّ من يحاول أن يحرمنا من حقوقنا في الاقتراع للـ ٨٢١ نائباً، ويحرمنا من حقنا في تقرير مصير وطن أثبتت السلطة على مدى سنوات فشلها في إنقاذه، ويضعنا في خانة الاتهام بأننا نحاول أن نعزل طائفة، لهو حقاً عاملٌ في الفتنة بلا حياء، لا لشيء، إلا خوفاً من اختراق سدِّ “الممانعين” ديمقراطيّاً.
لهؤلاء نقول، نعم نحن صوتٌ حرٌّ لا يعنيه ترغيب، ولا يسكته ترهيب. قد تربحون معركة، إذا فشل من وضعنا ثقتنا بهم في ثنيكم عن لعبتكم المفضوحة، ولكنكم لن تربحوا الحرب، كما لم تربحوا حروبكم العبثيّة التي جلبت على لبنان الويلات.
دعوتنا لكتابنا الأحرار في لبنان والعالم للتضامن، صفحاتنا تحت تصرفكم، بلغات المنتشرين سننشر مقالاتكم، فأهلاً بأقلامكم الحرّة والملتزمة بالسيادة والحريّة والاستقلال، وبالقيم اللبنانيّة الأصيلة، تعالوا نقضّ سويّةً مضاجع المرتهنين، والفاسدين، ولتكن ضربات أيادينا على أبواب دول الإقامة جبّارةً تهز ضمير العالم، وتفضح المتآمرين، فلنفتح سويّةً معركة تحرير لبنان، من الفساد أولاً، ومن العقائد البائدة ثانياً، ومن سلاح المحتلين.